هل تفقد المرأة شهوتها كالرجل بعد القذف؟ الحقيقة العلمية

يطرح هذا السؤال أحد أهم الفروقات الجوهرية في الاستجابة الجنسية بين الرجل والمرأة. الإجابة المباشرة هي: لا، في الغالب لا تفقد المرأة شهوتها بنفس الطريقة التي يفقدها الرجل. لفهم السبب، يجب علينا الغوص في الفروقات البيولوجية لدورة الاستجابة الجنسية لكل منهما.

السؤال المتداول "هل تفقد المرأة شهوتها كالرجل بعد القذف؟" غالباً ما ينبع من ملاحظة الرجل لحالة "البرود" أو "فقدان الرغبة" التي يمر بها هو شخصياً بعد القذف، ويتساءل إن كان الأمر نفسه ينطبق على شريكته بعد وصولها للنشوة.

رجل وامرأة يفكران في الفرق في الاستجابة الجنسية بعد النشوة

 

ما يحدث للرجل: "فترة الاستشفاء" الإلزامية

بعد أن يصل الرجل إلى النشوة ويحدث القذف، يدخل جسده بيولوجياً في مرحلة تسمى "فترة الاستشفاء" (Refractory Period). خلال هذه الفترة:

  • يتم إفراز هرمون البرولاكتين (Prolactin) بشكل كبير، وهو الهرمون الذي يسبب الشعور بالرضا والنعاس، وفي نفس الوقت يثبط الرغبة الجنسية مؤقتاً.
  • يفقد الرجل انتصابه، ويصبح من الصعب جداً أو المستحيل تحقيق انتصاب جديد أو نشوة أخرى لفترة من الزمن.
  • تتراوح هذه الفترة من بضع دقائق لدى الشباب إلى عدة ساعات أو أكثر مع التقدم في السن.

هذا الفقدان للشهوة لدى الرجل هو "إلزامي" وجزء طبيعي من بيولوجيا الذكور.

ما يحدث للمرأة: لا يوجد "فترة استشفاء" إلزامية

هنا يكمن الاختلاف الجذري. المرأة، بعد وصولها للنشوة، لا تمر بفترة استشفاء إلزامية بنفس الشكل البيولوجي الذي يمر به الرجل.

  • مستويات هرمون البرولاكتين ترتفع لديها أيضاً، ولكن تأثيره لا يمنع استمرار الإثارة.
  • بدلاً من فقدان الإثارة، يمكن للمرأة أن تظل في "مرحلة الإثارة" أو "مرحلة الهضبة" (Plateau Phase).

إمكانية "تعدد النشوات" (Multiple Orgasms)

لأن المرأة لا تفقد إثارتها بالضرورة، فإنها قادرة جسدياً على الوصول إلى تعدد النشوات (Multiple Orgasms). هذا يعني أنه مع استمرار التحفيز المناسب، يمكنها تجربة نشوة ثانية وثالثة في نفس الجلسة الحميمة، وهو أمر لا يستطيع الرجل القيام به بسبب فترة الاستشفاء.

إذن، لماذا قد تبدو المرأة وكأنها فقدت الرغبة؟

على الرغم من أن المرأة قادرة جسدياً على الاستمرار، إلا أن هناك أسباباً قد تجعلها ترغب في التوقف بعد النشوة الأولى. هذا لا يعني أنها "فقدت شهوتها" بيولوجياً كالرجل، بل لأسباب أخرى:

  1. الحساسية المفرطة: بعد النشوة، قد يصبح البظر (Clitoris) شديد الحساسية لدرجة أن أي لمسة إضافية قد تكون مزعجة أو مؤلمة مؤقتاً.
  2. الاكتفاء العاطفي والجسدي: قد تكون النشوة التي وصلت إليها قوية ومُرضية لدرجة أنها تشعر بالاكتفاء التام ولا ترغب في المزيد في تلك اللحظة.
  3. التعب الجسدي: الوصول للنشوة يتطلب مجهوداً بدنياً، وقد تشعر ببساطة بالإرهاق.
  4. انتهاء العلاقة: في كثير من الأحيان، تنتهي العلاقة بمجرد وصول الرجل للقذف ودخوله فترة الاستشفاء، فتتوقف المرأة تبعاً لذلك.

خلاصة: الفرق في الاستجابة

إذاً، الإجابة على "هل تفقد المرأة شهوتها كالرجل؟" هي "لا". الرجل "يفقد" شهوته وانتصابه بشكل إلزامي بيولوجياً (فترة الاستشفاء). أما المرأة، فإنها "تكتفي" أو قد تحتاج للتوقف بسبب الحساسية أو الإرهاق، لكنها تظل قادرة جسدياً على الاستمرار وحتى الوصول لنشوات متعددة.

فهم هذا الاختلاف الجوهري ضروري جداً للتواصل بين الزوجين وتجنب سوء الفهم، وتحقيق الرضا المتبادل لكلا الطرفين.


المصادر

للمزيد من المعلومات حول دورة الاستجابة الجنسية والفروقات بين الجنسين، يمكنك الرجوع إلى مصادر علمية وطبية موثوقة.

تعليقات